مشهدين ومشهدين

اضطررت الى السفر الى الاسكندرية لمدة ثلاثة ايام

لانني لو باختياري لا ادخلها في هذا التوقيت ابدا

وذلك لانني لا اطيق الزحام ولا استطيع استيعاب ان الاجازة هي ان احرق نفسي على البحر طول النهار ثم اسهر الليل في شراء اشياء لا احتاجها باضعاف ثمنها وان ادور في الشوارع آكلا وشاربا باكثر مما يطيق البطن استمع واسمع من حولي فارضا عليهم ذوقي في الاستماع وان اجلس في اقتراب يكاد يكون التصاقا بمن حولي من الناس على الشاطئ او في مقهى ليكون حديثنا مشاعا وخصوصيتنا كلأ مستباحا بهذا الشكل الموجود في كل مصايفنا وليس في الاسكندرية وحدها

لذلك اروي عشقى لها بزيارتها في عز البرد والنوات

لكي اتمتع بسحرها الشتوي وبحرها الذي يكون في اجمل حالاته وما اسعدني حين امطرت على في شارع خالد بن الوليد في شهر 1 وهو خالي من البشر والمحلات لا تجد من يدخلها فاقول سبحان مغير الاحوال

ركبت الميكروباص " المشروع " هربا من المطقة المكتظة بالمصيفين المتلاحمين في حميمية لم اجد لها مثيلا في اي مكان

ونزلت بعد الجدارية بمسافة معقولة

هناك الكورنيش فاااضي والناس ممكن تتمشى مش تمشي بقوة الدفع ممن خلفهم

هناك ممكن نقعد على سور الكورنيش في هدوء ونشوف البحر ونعد امواجه ونتطلع الى الافق اللا متناهي ونستمتع برؤية الشمس اثناء المغيب

بدلا من ان نرى رؤؤسا قد اينعت ... احم اقصد رؤوسا تستحم في البحر حتى لم تعد ترى المياه من كثرة الرؤوس بجوار بعضها

وانا في لحظة التجلي تلك احاول اكمال اذكار المساء امام هذا المنظر المهيب لفت نظري مشهدين ومشهدين

المشهد الاول: رجل وزوجته يتمشيان وهو يحمل على كتفه طفلا رضيعا صغيرا جدا من حجمه يبدو انه لم يتعد شهرين ومغطى تماما بالكوفرته وال" زعبوط" مغطي راسه لدرجة مش باين غير عنيه وامه بتزبط الكوفرته حواليه عشان الهوا

الله

المشهد الثاني: رجل عادي جدا ذهب معظم شعره وشاب الباقي يرتدي نظارة وتيشيرت عادي جدا في حوالي الخمسينات من عمره يسير وبجواره شابه جمبله صغيره تبدو في اوائل العشرينات ويتحدث معها باهتمام وجدية ويشير بيديه ويستعمل لغة جسده في الحديث وهي تسمعه في اهتمام واحترام وتفكير .. صور لي خيالي انه والدها او عمها او خالها يبتعد بها عن العائلة ويتباحثان في امر يهمها

الله

المشهد الثالث: بنتين تحت العشرين تتمشيان ومن خلفهما ولدين تحت العشرين يقفان اذا وقفتا ويسيران ورائهما اذا سارتا ثم جلس احدهما بجواري لحظات رافضا اكمال المشي والثاني يقول له ياللا يا عم واضح من المشهد انه بدايات معاكسة وتعارف تقليدي او هكذا صور لي خيالي

لا حول ولا قوة الا بالله

المشهد الرابع: ام وولدها وابنتها تحت العشرين جلسوا على السور واخرجو السندوتشات والولد يبتعد عنهما وفي يده الطعام تناديه امه فيشيح لها بيديه ويشيح عنها بوجهه ولا يرد عليها

لا حول ولا قوة الا بالله

وما الدنيا الا مسرح كبير

=========

تحديث :

لفت نظري بينو والطائر الحزين جزاهم الله خيرا ان ادنيا ليست مسرحا كبيرا وانما:

"وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو"