Monday, July 9, 2007

اليقين

عندما كتبت التدوينه السابقة كنت قد وصلت الى مرحلة اطمئنان بعد عامين من " المقاوحة"

عامين اعملت فيهما العقل ونوازع النفس

لم يكن قصدي مما كتبت ان الفاشل والمحبط واليائس والذي لم تاته الدنيا كما يريدها يحبس نفسه في الجامع او يقعد على السجاده ما يقومش او يقراله ايتين وحديثين ويعمل فيها عالم.. ابدا

ده مرفوض تماما بنص الحديث عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال :قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان "صحيح مسلم 4816"

و كان نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول‏اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات " في صحيح البخاري 5890 "

وفي اخر التدوينه قلت :

في اداءك للي مكلفك بيه تجاه اللي ليهم حق عليك من خلقه

في اداءك للامانه اللي حملهالك

يعني الانسان له دور في الدنيا لازم يقوم بيه ربنا خلق آدم في الارض ليعمرها " واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة " البقرة 30

لكنه ايضا قال سبحانه " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" الذاريات 56

لكن اللي بيحصل اننا بنركز على دورنا في الدنيا وننسى دورنا في العبادة

بنتشد اكتر للارض وبنبعد عن السماء

بنغذي اجسامنا وعقولنا ونسيب ارواحنا جعانه لحد ما تدبل وتموت

عشان كده لما بتحصل لنا حاجة نكرهها او بنخسر حاجة بنحبها بنتعب قوي

خصوصا اذا كنا بذلنا كل الجهد فيها

تبقى الحاجة اللي انا خسرتها مش بتاعتي فعلا

مش ليا

مش نصيبي

انا عملت اللي عليا بس ربنا مش رايد

ربنا رايد لي حاجة تانية

بس انا مش عايزاها

وهنا نحس بعظمة قول الله تعالى " وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون " البقرة 216

ولو تاملنا في الحديث الجميل :

عن ‏ ‏عبد الله بن عباس ‏ ‏أنه ‏حدثه أنه ركب خلف رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يوما فقال له رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يا غلام إني معلمك كلمات ‏ ‏ احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فلتسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " مسند احمد 2537"

ده مش معناه اني اعتزل الدنيا

لا ده معنا اني اعيشها بشكل مختلف عن الاول

بفهم ووعي

وبتقدير الاولويات

وايه الاهم ثم المهم

يعني ماكنش من الذين ينطبق عليهم قوله تعالى " الهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر"

اخد بالي شويه

وعلاقتي تبقى بربنا مش بس علاقة فروض واوامر ونواهي

دي تبقى علاقة مناجاه وامل ورجاء

ويقين وتوكل

الموضوع كله ميزان

ماترجحش كفة على كفة

كل الحكايه ان اكتشفت جانب جديد من نفسي

جه بعد اضطرار او اختيار مش مهم

المهم اني حاسه احساس جديد

بالتفاؤل والخير والاقبال على العلم والعمل

واذا كان اتقفل باب

فانا متاكده ان ربنا سبحانه وتعالى هيفتح باب احسن منه

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك

ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا


10 comments:

عصفور المدينة said...

هذا التوازن هو الذي يدفع الإنسان للعمل لدنياه وآخرته
وليس قول الإنسان بفضل الله افرح هو خير مما يجمعون أنه يترك الدنيا ولكنه يرضى بما قسم الله ولا يأسى على ما فاته ولا يفرح بما أوتي ذلك الفرح الذي يطغي

والمؤمن يحب العافية ويتخذها وسيلة للعبادة
"ولكن عافيتك اوسع لي

وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام
الله إني أسألك اليقين والمعافاة

Alaa said...

بنتشد اكتر للارض وبنبعد عن السماء

صدقتي و الله
بنتمسك بالزائل و نترك الباقي
ربنا يهدينا جميعا و يجعلنا من اصحاب اليقين
و ان يهون علينا مصائب الدنيا
آمين

سعيد بعودتك للكتابة بشكل دوري
:)
تحياتي

eldoctor said...

عمار الاخرة يبدا بعمار الدنيا .. و اظن انك تعرفين قصة الرجل الذى كان يعبد الله و يلتزم المسجد و اخوه ينفق عليه .. و كما روى عن الرسول صلى الله عليه و سلم ... أخوه اعبد منه
فاعمار الارض هو رسالة ة تكليف يدخل تحتها اشياء ثيرة الفارق بين المسلم و غير المسلم ان اعمار الارض عند المسلم يفترض ان يعين الانسان على الفكر فى جوهر الدين و ان يكون نطقه و فكره ذكرا لله تعالى اما غير المسلم فما يفكر فيه هو المادية البشرية ..
الحمد لله على نعمة الاسلام

ahmed mefrh said...

ممكن نكون مقصرين اكثر فى حال الاخرة
لكن هذا التقصير لا يعطينا الحق فى نسيان الدنيا و اعمارها فهى سنه الخالق سبحانه
و التوازن لابد منه فبغيرة يطغى الجانب المادى على الجانب الروحى و يبدا الخلل و يبدا الاضطراب
و تبدا من جديد الدوامه
تعصف بنفس المرء و تزيدة حيرة ما بعدها حيرة
جزاكم الله خيرا
اخوكم ابو مفراح
abomefr7.blogspot.com

BinO said...

ربنا يبارك لحضرتك ويثبتك علي الحق
كلام جميل حقاً

Fedaa AL Eslam said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكى الله خيرا على الموضوع الجميل ده

رفقة عمر said...

سبحان اله ربنا قال لسعينا فى الدنيا
وامشوا فى مناكبها
وقال لعمل الاخرة
وسارعوا الى مغفره من ربكم
وقال ايضا وسابقوا الى جنه عرضها السموات والارض
احنا بنعمل العكس نسارع على الدنيا
ونبطئ فى اعمال الاخرة
مع اننا ممكن نعمل للدنيا ونكسب ثواب كمان لو كان كل عمل نعمله نستحضر معه النيه ان هذا العمل لله وايتغاء وجه الله فممكن العادى تصبح عباادة بمجرد استحضار النيه

ahmed mefrh said...

اليقين
معنى من المعانى التى لابد للمرءالمسلم ان يتحلى بها
ذلك المعنى لابجد نفسه الا فى عالم الواقع
لا يتحقق الا فى نفس قامت بتحويله من معانى فى الذهن موجودة فى العقل و الذهن الى معانى محققه فى الحياة و الارض

ftataljanna said...

سبحان الله الذى تواضع لعظمته كل شيء
سبحان الله الذى استسلم لقدرته كل شيء سبحان الله الذى ذل لعزته كل شيء سبحان الله الذي خضع لقوته كل شيء

سبحان الله العظيم

انتى عارفه انا حاسه انى عرفت مدونتك النهاردة بالذات ودلوقتى بالذات علشان ربنا كان بيبلغنى على لسانكك الكلام ده

سبحان الله

جزاك الله خيرا اختى فى الله وبارك فيكي اللهم آمين

بس انا لاحظت انك ضايفه مدونتى عندك طيب ليه ما كتبتيش عندى ولا تعليق واحد علشان أعرف مدونتك

المهم انى عرفتها جزاكى الله خيرا

لحظة said...

عصفور المدينه

جزاك الله خيرا
اؤمن على دعائك

***************

علاء

آمين
جزاك الله خيرا
للاسف الكتابة ليست بشكل دري بسبب ظروف تحتم علي عدم الانتظام
ولكن ساحاول
*****************
eldoctor

جزاك الله خيرا
نعم اعلم القصة
ولكن كل يقوم بدوره وكل ميسر لما خلق له

******************
ابو مفراح

جزاكم الله خيرا
التوازن مهم كما قلت ولكنه صعب الا على من سهله الله عليه
وارجو ان نكون منهم

*******************
bino

بارك الله لنا ولكم
********************

رفقة عمر

ياريت بس نفتكر
*******************
فتاة الجنة

اسعدتني جدا زيارتك
وانا ازور مدونتك وسانحيني على عدم التعليق
ساتدارك ذلك في الزيارات القادمة باذن الله

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) . تخريج الحديث أخرجه مسلم ولم يخرجه غيره من أصحاب الكتب الستة.