Tuesday, September 4, 2007

ايكم زادته هذه ايمانا؟

اشكركم جميعا على سؤالكم عني

بصراحة لم اقل انني ساسافر او ساغيب لانني لم اتخيل ا ن احدا سيفتقدني ولكنني سعدت جدا بسؤالكم واهتمامكم فجزاكم الله خيرا

انا والاسرة متعودين نسافر كل سنه في نفس الميعاد والى نفس المكان .. مدينه صغيرة هادئة بحرها جميل وليس بها صخب المصايف المعتاد ولا زحامها الفظيع .. يتاح لي فيها ان امارس عبادة التامل في ملكوت الله سبحانه كما تفعل داعية المستقبل مع البحر والغروب والسماء والنجوم التي لا اراها هنا في القاهرة .. والسنه دي كمان كان القمر بدر وحضرنا النصف من شعبان هناك..

عادة نقابل في المصيف ناس زينا زبطوا اجازتهم في نفس المكان ونفس الميعاد .. جمعنا حبنا للهدوء وخصوصية المكان

السنه اللي فاتت وانا قاعدة على البحر مع الولاد قرب الغروب حاطة رجلي في المية وبالعب بالرمل والناس بتتمشى على البحر لفت نظري بنتين عدوا من قدامي لابسين ملابس طويلة وشرابات وماشيين على الرمل والموج يجيلهم !! رفعت عيني لقيت واحده منتقبه والتانيه محجبه حجاب سابغ وطويل.. كنت ساعتها بقالي سنه في مشوار حفظ وتجويد القران الذي لم يضف لي وقتها شيئا بل زاد من حيرتي وتخبطي وقلقي بخصوص مفاهيم العلم والعمل والالتزام والثبات ..

وكنت دائما اقول لنفسي ما احنا حلوين اهه هو احنا بنعمل حاجه وحشة يعني لازم نزنقها على نفسنا .. الدين يسر.. وحاجات كده

فلما شفت منظر الشرابات اللي مليانه رمل والهدوم الطويلة اللي اكيد تقلت من المية وانا قاعدة مشمرة بنطلوني استغربت قوي

هم مستحملين كدة ازاي

استجمعت شجاعتي وهم راجعين وقفتهم وسلمت عليهم وتعرفت عليهم ولقيتهم لسه ما اتخرجوش من الجامعه وفي كليات قمه كمان وسالتهم السؤال ده

وبدا حوار طويل

لهم سنين مش بيتغيروا

بيطيعوا ربنا وبس

مش هاممهم الناس والحاجات الحلوة الكتير اللي حارمين نفسهم منها .. صابرين على الطاعة.. متحملين المكاره

ردوا على برد عمري ما كنت اتوقعه

قالولي احنا مش شايفين الا الجنه قدامنا .. اليها نعمل .. هي هدفنا .. مش بنبص لا يمين ولا شمال..

بنذاكر وبنتفوق وبنعمل كل اللي علينا في الدنيا

لكن الاخرة ليها عمل تاني .. لاننا في لحظة هنموت ومش هيبقالنا غير عملنا .. فزي ما بنعمل للدنيا لازم كمان نعمل للاخرة ..

واحنا ما طلعناش لقينا نفسنا كده.. احنا كنا زي كل ملايين البشر مش في دماغنا حاجة غير دنيتنا وبس لحد ما اتعلمنا صح وعرفنا ربنا عايز مننا ايه

واحنا مش دافنين نفسنا ولا حاجة الصبح بدري بنلعب راكت وبننزل البحر وساعة الغروب بنتمشى على البحر ونقول اذكار المساء

حبيتهم قوي وافترقنا لان ده كان اخر يوم لنا في المصيف

وفضلوا معلقين معايا طول السنه وحكيت لكل اصحابي عنهم بس انا فضلت زي ما انا .. مازادش علي حاجة بل بالعكس

بس كنت دايما فاكراهم واسال نفسي انا ليه مش باعمل زيهم .. ناقصني ايه ؟

وزاد حفظي للقران وزادت حيرتي وقلقي

والسنه دي .. لما سافرت المصيف في نفس الميعاد ولنفس المكان .. كنت باتمنى اقابلهم تاني

عدوا اول اربع ايام منغير ما اشوفهم ..

وفي يوم وانا قاعده على الرمل وقت الغروب مع الولاد .. مشمرة بنطلوني.. وبعمل على الرمل عروسة البحر وظهري للشمس وهي بتغيب.. عدت من ورايا شرابات وملابس طويلة رفعت راسي بعد ما عدوا .. وفرحت قوي هما ايوه هما .. هما زي ما هما وانا زي ما انا.. ولا كإن عدت سنه طويله.. واتكسفت قوي من نفسي .. ايه اللي انا حققته وزاد علي في سنه.. على الاقل هم لسه على التزامهم وصبرهم على الطاعة .. هديت تمثال عروسة البحر.. وقمت نزلت بنطلوني .. وقعدت استناهم وهم راجعين.. واول ما قربوا جريت عليهم .. لقيتهم فاكرني بالاسم وسلموا على بشوق وحضنوني.. وانا اللي كنت نسيت اساميهم.. واتكلمنا

واتفقنا نتقابل كل يوم الصبح بدري وساعة الغروب.. حكيت لهم كتير عن تخبطي وافكاري وسمعولي بصبر وحاوروني.. وقللوا كتير من شان التزامهم وقالولي ان كلامي بين لهم قد ايه هم مقصرين ..

وسالوني طب والقران اللي انت بتحفظيه؟

قلت لهم مش معلق معايا غير ايه سورة النساء " ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما"

المرة اللي بعدها ادوني كتاب اسمه " 10 مفاتيح لتدبر القران " بيتكلم عن القراءة والحفظ والفهم والتدبر للقران وبيقول ان اهدافنا لقراءة القران هي الثواب والعلم والعمل والشفاء ومناجاة الله تعالى

وان كل ايه كان الصحابة والتابعين يقفون عندها يفهمونها ويتدبرون ماذا يريد الله منهم فيها فيعملون به

وان ايات القران لابد ان تكون حية في اذهاننا نراها في كل مواقف الحياه فنكون على صلة دائمه بالله

وان الحسن البصري رضي الله عنه قال " اقرأ القران ما نهاك فان لم ينهك فلست بقارئ"

ولقيت في الكتاب اية كاني اراها لاول مرة .. " ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون" الجاثية 21

وهنا حسيت باحساس تاني

ولقيت اية تانية " واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون" التوبة 124

ساعتها شفت حياتي والدنيا كلها بعين تانية

واتعلمت حاجة مهمة

مش بالتمني ولا بالكلام

بالعمل والمجاهده والصبر زي اللي بيتعب وهو بيادي تمارينه في الجيش عشان القائد بتاعه ما يعاقبهوش ولا اللي بينقص وزنه عشان يبقى رشيق والا اللي بيسهر عشان يطلع من الاوائل كل واحد بيتعب عشان يحقق هدفه .. طب انا ايه هدفي؟

ولله المثل الاعلى

قرات في هذا الكتاب : قال ثابت البناني " كابدت هذا القرآن عشرين سنه ثم تنعمت به عشرين سنه" فقف عند الباب حتى يفتح لك

المرة دي خدت تليفونات البنتين وايميلاتهم

المرة دي رحت حلقة تحفيظ القران باحساس تاني ونية تانية " اقرا وارتق فان منزلتك في الجنه عند آخر آية تقرؤها " او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم

ادعولي اتقدم لقدام وما ابصش تاني ورايا

ادعولي بالثبات

ادعولي بالاخلاص

18 comments:

رفقة عمر said...

حمدالله على سلامتك وحشتينا بجد
وبجد فرحانه علشانك جدا علشان رجعتى اقوى وافضل ربنا
يثبتك ويقدر لك الخير
ويهدينا جميعا الى حسن طاعته وعبادته اللهم امين يارب العالمين
كل سنه وانت طيبه

رصاصة طـائشة said...

حمد الله عالسلامة
وندعو الله بان يهدينا جميعا لما يحبه ويرضاه

عصفور المدينة said...

هذه تستحق لقب تدوينة العام بل تدوينة التدوينات
أروع تدوينة قرأتها
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك

ftataljanna said...

لحظة


انى احبك فى الله

امانه عليكي تدعى لى انى احصلك قريب

ahmed mefrh said...

جزاكم الله خيرا على الموضوع
و الله ان فيه لعبره لمن ادكر

إيمان الحسيني said...

تدوينتك دي مراية حطتيها قدامنا كلنا يا لحظة
كلنا فاكرين إننا خلاص عملنا إللي علينا
بالرغم من إن الالتزام هو مجرد البداية لرحلة جهاد وكفاح طويلة لا تنتهي إلا برحمة الله التي ستدخلنا الجنة
نسأل الله العفو والعافية
اللهم آمين

الطائر الحزين said...

لم استطع منع دموعى ومنع تأثرى
مع انى على سفر ونازل
لكن والله العظيم كلنا على هذا الحال نتقدم خطوة ونبعد خطوات

اللهم ثبتك وهيىء لك من امرك رشدا

اقترح أن نشير جميعا الى هذه التدوينة فى مدونة كل واحد منا

ليعم الفائدة على كل الناس

ما رأيك
ورأى حضرتك بالطبع

تحياتى لك جدا ثبتك الله ودعواتك

ma 3lina said...

الحمد لله على سلامتك
الحمد لله على النظرة الجديدةو الحياة الجديدة

روي أن رجل قال :
عزفت نفسي عن الدنيا فاستوى عندي حجرها وذهبها، وكأني بالجنة والنار، وكأني بعرش ربي بارزا

فقيل له :
عرفت فالزم .. عبد نور الله قلبه الإيمان

ربنا ينور قلوبنا جيمبعا ويرزقنا الثبات والإخلاص

لحظة said...

رفقة عمر

ربنا يكرمك ويعزك
الله يسلمك
وانتو كمان وحشتوني جدا
وانت طيبة
**********

رصاصة طائشة

الله يسلمك
آمين
تحياتي لزيارتك
*********

عصفور المدينة

جزاك الله خيرا
ارجوك لا تدوينة عام ولا تدوينة تدوينات
دي مجرد موقف وعبرت عنه بصدق
الله يكرمك
**********

فتاة الجنة

احبك الله الذي احببتني فيه
اللهم اهدنا جميعا لما تحبه وترضاه
**********

ابو مفراح

جزاك الله خيرا
تحياتي لزيارتك
**********

طعمه

صدقت
جزاك الله خيرا
رحلة دائما ما ان نقطع فيها شوطا حتى نعود اشواطا الا من رحم ربي
آمين
***********

الطائر الحزين

سامحني يا اخي
والله انك لصادق
ولا اخفي عليك انني عدت خطوات بالفعل منذ كتبت التدوينه
فلا تشر الى تدوينتي
يكفيني من يقرؤها في هذه اللحظة
ليس حالي الان مثلما كان وقت كتبتها
اللهم ارحمني

*******

ماعلينا

عرفت
الباقي ان الزم
جزاك الله خيرا

الطائر الحزين said...

اسمح لى لعل الله يتفع بها غيرك فتثابى عليه لان غيرك فعلها حتى ولو لم تفعليها أنت

eldoctor said...

السلام عليكم
تدوينة رائعة تركت فى نفسى اثرا ...
جزاك الله خيرا

لحظة said...

الطائر الحزين

تفضل يا اخي
وارجوا منك الدعاء لي بالتزام طريق الحق والا اكون من الغافلين
جزاك الله خيرا

********

الدكتور

جزاكم الله خيرا
تحياتي لمرورك الكريم

شق القمر said...

سلمتى سيدتى رعاكى الله وحفظك وثبتك
وجعلنا من الراغبين فى الآخرة الساعين إليها
ولكن مثلى لا أستطيع مواجهة الدنيا وحدى
دعواتكم ان يكون رفيق دربى فى الدنيا حاملنى الى الخير دائما
لارتقى انا وهو فى ظلال الرحمان وجنات الفردوس
وان يجمعنى بكم جميعا ويذكرنى بمآثركم

أنسانة-شوية وشوية said...

مقدرتش امنع دموعى بصراحة هو ده حالي بالظبط علشان كده حسيته اوى وكانى انا اللي كاتبه التدوينة دى نفس المشاع حتى الاشخاص اللي قابلتيهم قابلت زيهم وكلمتهم عايزة اعرف اخبا ايه واضطمن عليكى وعليً

Anonymous said...

مش قادره اوصفلك احساسى وانا بقرأ المدونه ديه

فعلا الى ربنا بيحبه بيوقف فى طريقه ناس تاخد بيده ويكون سبب فى تغيره للاحسن

جزاكى الله خير على البوست الجميل ده

mo7amaad said...

ربنا يكرمك ويثبتك
ويصلح حالنا وحالك
بوست رائع جدأ
ومؤثر جداً

الفقيرة إلى الله أم البنات said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوست رائع بارك الله فيه الطائر الحزين هو اللى دلنا عليه
عاوزة ااقولك انى بتذكر لما كنت فى العشرينات واقل مشغوله بالاغانى الاجنبى..واللبس والفسح اللى محرومه منها وكنت مش بخرج كثير علشان امى رحمها الله كانت مريضه
وقتها كنت بضيعه فى التلفزيون والاغانى بندم كلما تذكرت الوقت المتاح وقتها وانا اضعته والآن من الله على بحفظ القرآن واكابد وقتى حتى احفظ واكل حفظى ووردى
اندم على ساعه ضيعتها ايام ما كان الوقت ببلاش
بس ارجع ااقول من الله على بنعمه انه لم يتركنى فى ما كنت عليه
وساعدنى ان احاول
تدوينه رائعه
اجمل شئ الصبر على الطاعات لانه شديد
نسأل الله ان يستخدمنا ولا يستبدلنا ويرزقنا الصحبة الصالحه

abdo said...

ما شاء الله تدوينة فعلا جميلة وربنا يثبتا جميعا
وجزا الله خيرا صديقى الطائر الحزين هو اللى دلنى على التدوينة الرائعة دى
لأن احنا فعلا محتاجين نراجع نفسنا فى حاجات كتير قوى ونصحح النوايا بتاعتنا

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) . تخريج الحديث أخرجه مسلم ولم يخرجه غيره من أصحاب الكتب الستة.